السبت، فبراير 16، 2008

امرأة من الف عام




فليسامحه الله فاروق جويدة

اتعبني و ارهقني

اقنعني بإمرأة

لو ظللت أبحث عنها ألف عام ما وجدتها

أعياني بحثي عنها

وما وجدتها

قصيدة امرأة من ألف عام

آمنت بها منذ قرأتها - فبراير 1999

كتبتها في دفتري

كنت قد تناسيتها و ما نسيت عمري ما آمنت به فيها

تذكرتها اليوم حين قرأت أهرام الجمعة (وما كنت اقرأه)

ووجدت جزءاً منها فيه

فأعادت لي ذكرى ما مضى

سامحه الله فاروق جويدة

اقرأوا القصيدة واقتنعوا بما فيها


نقلها لكم مع عقله من دفتره حرفاً حرفاً

فتوح أبو المفاتيح – بعدما بحث على النت ولم يجد القصيدة


من ألف عام

كنت أحلم أن أرى امرأة

تحلق في سمائي كالفراشة

فيها جنون الموج

حين يعانق الشطآن في دفء ارتعاشة

في صوتها وتر إذا انطلقت بلابله

يصير الكون اغنية خجولة

تنساب كالأنهار في صحراء عمري

تملأ الدنيا بضحكات الطفولة


* * *


من ألف عام عشت أرسم صورة امرأة

أرى في وجهها كل الفصول

وجه الربيع

إذا ارتدت أغصانه الخضراء لون الورد

وانتفضت سنابله و هامت في الحقول

فيها جنون الصيف و الأيام تلقى ثوبها

وتدور ترقص عاريات

بين أصداء الطبول

فيها شتاء حائر

يمضي على الطرقات ينظر للمدى

ويعود يرقب في الجليد مصيره المجهول

فيها خريف لا ينام إذا بدت

نذر الرحيل

و لفت الأشجار أشباح الذبول


فيها تعانقني الحقيقة كلما

عصفت بنا الظلمات في الليل الجهول

فيها أرى نفسي

حنين الطير أصرار الخيول

فيها وداعة قطتي البيضاء

حين تنام كالأطفال في صدري الخجول

كم عشت أحلم

أن أرى امرأة على شطآنها

ألقي الرحال و استريح دقيقة

من عالم مخبول


* * *


من ألف عام

عشت أرسم في خيالي

صورة امرأة يخبئها القدر

كانت تطوف مع الليالي كلما

سقطت طيور القمر

و اندثرت كأوراق الشجر

تبدو بلون الفجر أحياناً

وحين تغيب . . . يختنق القمر


فيها لهيب الشمس

فيها سكرة الأمواج

فيها لهفة الأرض الحزينة

لإرتعاشات المطر

فيها حنين العاشقين إذا بدا

طيف الفراق و عاد يدمينا السفر

تخبوا الملامح . . . يستكين النبض

يرحل كالصدى صوت الوتر

في كل يوم كنت أحسب

ما تبقى من زماني

قبل أن تخبو على العينين

أشواق القمر


* * *


من ألف عام

كنت أحلم أن أعانق شهرزاد

و أموت في أحضانها

و يعود يبعثني لهيب الشوق

ناراً كلما خمد الرماد

انسى بها الأحزان و الزمن الكريه

و سطوة الجلاد

في كل يوم كان موج البحر

يلقي للشواطئ وجه بحار غريق

و أنا على الأمواج يحملني

شراع الحلم في الليل السحيق


في آخر المشوار . . . عاد السندباد

رماد بحار تناثر في حريق

لاحت أمام العين لؤلؤة

بلون الصبح تبكي

ضجت الأمواج و ارتجف البريق

و أطل ضوء خافت خلف النجوم

وظل يكبر ثم يكبر

ثم أصبح نجمة بيضاء في وجه رقيق

حملت يدي مثل الفراشة . . . حلقت بالقلب

ضمت حزنه الدامي العميق

ورأيت وجه حبيبتي

بستان ضوء تناثر في المدى

و الكون يرسم في سراب القمر

أضواء الطريق


* * *


من ألف عام

كنت أحلم أن أطير حبيبتي

مثل النوارس . . . أن أسافر كالنغم

فالسندباد العشق المجنون آرقه الألم

نتجاوز الزمن اللقيط و نعلن العصيان

في وجه الدمامة و الفجاجة و السأم

نغدو بلا زمن يكبلنا

ويلقي ما تبقى من رحيق العمر

في كهف العدم

ننساب كالأشواق

حين يضمنا دفء الحنين

فلا وداع ولا فراق ولا ندم


* * *


من ألف عام

عشت أحلم أن أرى امرأة

تعربد في خيالي كالزلزال

وتطيرفي بستان عمري كالفراشة

عندما تغفوا على صدر الجداول

ابني لها عشاً على العينين

اسكنها ضلوع القلب

تكبر في عيوني كالسنابل

و أعود عصفوراً أغني الحب

لحناً للحيارى

أكسر القضبان حولي و السلاسل

الآن يا عمري

دعيني كي أنام على جفونك ساعة

إنى أرى خلف الجدار

فحيح جلاد وقاتل


* * *


من ألف عام كنت نجماً

ربما ضل المسار فضاع في الدنيا وتاه

وتشرد المسكين في الأفق البعيد

فصار أغنية على كل الشفاه

قد كنت قديساً

تخفى في ثياب الطهر أحياناً

وضلله هواه

قد عشت أرصد رحلة الأشواق

في ركب النجوم و لم يزل

قلبي يحن إلى سماه


قد كنت يوماً بعض ضوء

بعض ماء بعض طين

كنت بركانأ تناثر في دماه

أحييت شيئاً في ضمير الناس أيقظهم

و لم أعرف مداه


قد كان لي حلم تألق في خيالي

مات حزناً في صباه

صغرت بنا الأشياء

وانتحرت سنابل قمحنا

و توقف النبض المسافر

في شرايين الحياة


ضاقت حدود الكون في عيني

فأصبح خدعة

حتى ضياء الصبح ما عدنا نراه

كل الذي حولي ضلال كاذب

وخبا يقين القلب و انحرفت خطاه

قد جئت و الأيام حولي أقفرت

و القلب يجمع ما تناثر في شبابي

تحت أقدام الطغاة


و الآن جئتك غريقاً

و كل ما ابغيه من عينيك طوق النجاة

ما زال في الايام شئ من رحيق

فاحمليه الآن بين يديك

عمر الحب ما أحلاه

ولتسكري من نشوة الشوق المسافر في جوانحنا

فبعض العشق يا عمري صلاة

عندي يقين أن حبك آخر المشوار

و أن لديك وحدك منتهاه


* * *


في آخر المشوار

يبدو وجهك المنقوش في زمن البراءة

ضوء صبح في يدي

لم يبق عندي الآن غير مواكب الذكرى

وقنديل تناثر في في رماد الموقد

داست خيول الليل أحلامي

وراحت تنشر الموت البطئ

على بقايا مرقدي

قد خانني الزمن اللقيط

أضاع مني الأمس . . . شردني

و انكر مولدي

سرق الزمان البكر . . . ضللني

و أسقط معبدي

و أفقت من سكر الضلال

وجئت عندك أهتدي

لا تحرميني من غدي


* * *

من ألف عام

عشت أرسم صورة امرأة

أعيد بها الزمن

و يكون وجه حبيبتي

هو ما تبقى من زمان الحلم

في هذا الوطن

المبدع دوماً

فاروق جويدة


هناك 4 تعليقات:

  1. مساء الخييييييييييير
    على فكرة القصيدة حلوة
    بس انا مش عارف انت ايه مشكلتك
    وبعدين انا بس فيه نقطة انا مش متفق معاكم فيها
    المواصفات اللي قالها الأستاذ فاروق جويدة في القصيدة دي مش مواصفات تبحث عن امرأة تكون موجوده فيها هذة المواصفات
    لكن انا شايف انك تتخيل هذة المواصفات موجودة اساسا في المرأة التي تحبها
    أرجو انك تكون فهمت قصدي
    محدش عارف الخير فين

    ردحذف
  2. صح
    اعتقد انك عتدك حق يا حمادة بيه
    الحب بيخليك تعتقد أي حاجة انت عاوزها

    بس يا حمادة
    أناهلاقيها فين ؟؟
    عشان اعتقد فيها كدا

    ردحذف
  3. men a7la kasa2ed farook gowaida...
    bas ana 3aiza a2olak 3ala 7aga, el gameel enak tekoon 7ases beha we 7ases enak nefsak tela2i el 7agat deh fe shereket 7aiatak la2en fe3lan mo3zam el welad m3ndohomsh el e7sas dah..
    mate7zanesh 3ala 7aga la2en el banat elli fehom el mowasafat deh aw elli mosta3eda enaha teb2a keda 3shan '7ater gozha, mawgoodeen we keteer...

    shokran 3ala nashr el kaseda kamla.. ana kont fe3lan badawar 3aleha =)

    ردحذف
  4. متتعبش نفسك...مش هتلاقيها...انا نفسي دورت عليها ومالقيتهاش....وفي الاخر اتجوزت واحدة عادية وعايش وعندي اولاد زي كل الناس ماهي عايشة...كل اللي جنيته اني عذبت نفسي في وهم كبييييييير اسمه الحب وهو في الحقيقة مش حب...انا بجد ندمان....ضيعت وقتي ووقتهم

    اقولك على فكرة احلى...انت ادعي ربنا انه يرزقك بيها...وفي يوم ان شاء الله لو ليك نصيب هتلاقيها هتلاقيها...اما بقى لو مش ليك...فعسى ان تكرهوا شيئا هو خير لكم

    وامثال هؤلاء النساء قليلون فلا ترهق نفسك

    ردحذف

وخلي بالك من كلامك
حبيبي النبي بيقول:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".

إضغط على:
الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ليصلك بريد الكتروني عند قيام احد بالتعليق
وشكر

توضيح صغنووون خااالص


اقرأ و قول رأيك بحرية – عمري ما هزعل منك