الأربعاء، أكتوبر 03، 2007

لا يوجد وقت للعيش بسعادة

نضيع وقتنا في البحث عن أشياء , الركض وراء أشياء اخرى و السعادة مملوكة لنا .
يوووووووه
مش عايز أكتب فصحى معلهش هكتب عامية ।


مش لازم الواحد عشان يكون مبسوط يجري و يتعب و يلف يمين و شمال و يعمل حاجات كتير .
أنا عارف إن فيه حاجات بحبها : بحب الشتا و الدفا اللي فيه , بحب المكان المقفول عليا و الدافي , بحب لما أكون ماشي ولابس بلوفر ناعم و كوفية , بحب عمورة الأمورة أول ما يشوفني يقول "مستر سيجا" ويجري عليا و ياخدني بالحضن و يديني بوسة يمين و بوسة شمال (عمورة عنده 6 سنوات) و يقول لففني يا مستر سيجا .
بحب أمشي في الشارع أكلم نفسي وأشوح و اطرقع بصوابعي , امشي زجزاج و اطلع على الرصيف و أعد البردورات , احب اتخيل نفسي عربية وامشي فووم و احود و ازود سرعات و ابطأ و ارجع مرشدير و ابص على العجل و هوا بيلف (الجزمة اللي في رجلي) .
بحب فرح , فرح حبيبي - فرختي- بحب ألعب معاها , بحب آخدها و نتمشى و شربت معايا عصير قصب لأول مرة في حياتها (فرح عندها 9 سنوات) ولا لما تعيط و مستر سيجا بس هو اللي يعرف يصالحها انا ببقى مبسوط أكتر منها لأنها بقت منشكحة .
بحب أكون في الجامعة راجل محترم و الناس تحبني , بحب لما اتزنق في المذاكرة و اقعد أقرأ و أعمل و اكتب و أحل و أطلع بحلول عبقرية و ورق و ملخصات فظيعة محدش بيستفيد منها غيري لأنها طالعة متأخر (ليلة الامتحان) .
بحب أمشي على شط اسكندرية و الهوا يضربني في وشي – بحب أنا بحب – انا بحب إني بحب – أنا بحب الحب لإن الحب حلو , أيوا حلو , بيخلي الواحد مبسوط .
بحب أشوف الناس وهي بتقرأ , بحب أقعد مع الأطفال اتكلم معاهم و العب معاهم , نشد في بعض نلعب نط الحبل ,بحب أشرح للأطفال و اتناقش معاهم , بحب حب الأطفال ليا لما يقولوا ليا "يا مستر سيجا" , بحب يوم الحفلة لما كنت بالبدلة و الأطفال اتلموا عليا ووقعوني على ظهري على الأرض و ركبوا كلهم فوقي و هما بيقولوا "مسترسيجا مسترسيجا مسترسيجا" .


امبارح و أنا مروح و ديدة بتقولي "ميستر ميستر" و بتعمل ليا باي و نازلة فيا بوس (ديدة عندها 3 سنوات) أنا كنت مبسوط دا احلى حب , أنا منشكح , يا ا ا ا ه الواحد لو يفضل طول عمره كده تبقى الحياة حلوة .
بحب امشي في الكلية واركن على حيطانها , بحب القعدة على البراميل في اسكندرية و البحر نازل تف عليا و الدنيا ضلمة , بحب ركوب القطر درجة تانية مكيفة و الدنيا برد و التكييف شغال بحب ريحة المكان و الكراسي اللي في القطر و ريحة السجاير المطفية و كل ده و الجاكت بتاعي بيحضني و بيلفني .
بحب أشرب فيروز و استمتع بيها , لما أكون متضايق بحس انها بتغسلني بتمشي جوا جسمي حتة حتة بتنزل بردا و سلاما عليا , وانا مبسوط بشربها بحس اني خلاص هطير , لو أطول استحمى بيها ساعتها كنت استحميت .
انا بحب إني احب حاجة , في اللحظة دي بحس إن الدنيا خلاص زي العسل و كل حاجة مية مية و الموضع مش مستاهل حاجة , بحب لما أقعد اكتب موضوع اكتبه الأول على ورق بإيدي قبل ما اكتبه على الكمبيوتر , أصلي لما اكتب على الكمبيوتر قبل الورق بحس إني بعمل تصرف إباحي أو فعل فاضح في الطريق العام , بس خير ।


بحب القعدة في التكييف و الدكتور يخنق عليا و احس اني عامل زي التمثال الشمع , و اقعد افكر اكلمه في ايه و ألاقي نفسي مش عارف اقوله اي حاجة , أصل فيا طبع مهم و غلس حبتين , طالما انه مفيش موضوع معين ممكن اتكلم فيه مع فرد بذاته فأنا لا اتحدث معه و اتجنبه .
اعتقد اني بحب حاجات كتير , بحب القعدة في المدرج و أنام قدام الدكتور , بحب الدكتور شريف شارل لما يهزأني في المحاضرة عشان النوم و يقول ليا "يا مشمش" بتبقى طالعة منه زي العسل و بكون "والله العظيم" طاير من الفرح , بحب الدكاترة لما يحدفوني بغطا القلم عشان يصحوني من النوم في المحاضرة , بحب الجير اللي بيوسخ بنطلوني لما بقعد في الصف الأول في مدرج 3 (المسبك) .
بحب صاحبي أبو الدهب (أبو دودو) لما يقعد يناقرني و اغلبه في النقار و اغيظه بيبقى عسل و هوا بيحاول يمسك نفسه و مش عارف .
بحب لما أكتب مقالة الناس كلها تقراها و تقعد تناقشني في التفاصيل و تتكلم معايا حواليها و تعلق و تعمل اسقاطات على الواقع , على فكرة دي أول مقالة اكتبها مباشرة و من غير فلسفة و لف و دوران , ممكن هيبقى فيه لف و دوران في آخر المقالة , بس لازم و إلا المقالة مش هتكون مقالة في رأيي .


بس بكره نفسي لما ببقى قاعد في تنافس غير شريف , بحس اني زعلان جدا و أنا بعمل الحاجة دي .
بكره احط نفسي في ضغط نفساوي , ببقى متضايق و مخنوق و بقعد اجري و را الحاجة و اهري و انكت في نفسي و اتعامل مع الناس و أنافقهم و اشتغل معاهم بأسلوب (التقية) – مش هفسره فكروا فيه شوية .
بكره نفسي لما أقعد مع ناس كل لازمتهم ليا إن ليا عندهم مصلحة , بكره نفسي لما أؤخر شيت و لما المعيد يوبخني عشان مش فاهم حاجة , بكره نفسي لما شخص بيحبني اتجاهله و مش اسلم عليه عشان أنا مش لاقي موضوع اتكلم فيه معاه .
بكره نفسي لما واحد يقعد ينتقدني بدعوى انه بيهزر معايا و مقدرش ارد عليه عشان انا لازم أكون فريش و عادي , وكمان أنا خايف على زعله و أنا لو رديت عليه ببقا أنا كده بصده , بكره نفسي لما واحد يتخذني مندوب لحاجة هوا بيكرهها و يبدأ يهاجم شخصي أنا عشان خاطر الحاجة دي .
بكره نفسي لما أقعد مع واحد اشتراكي أو يساري , بيخنقني بيحسسني إن العالم إسود و إن هباب المصانع بقا هوا الهوا و مفيش غير كربون في الهوا و انعدم الأوكسجين , وإني هموت بكره و إن بعد بكره مش هلاقي عيش و إن ليلة امبارح مجالوش نوم عشان كان فيه صرصار رأسمالي حقير كان بيحاول يخصخص البلاعة اللي عندهم في الحمام , بكره نفسي لما اتعامل مع واحد بيعمل خير و لكن تملكه حب السلطة و يعتبر نفسه مندوب للموضوع ولازم كل حاجة تتم من خلاله و إن تفكيره هوا بس اللي صح . (على فكرة خطي بيميل لتحت و ده يعني إني محبط و بفكر في أفكار سلبية) بس خير .
بكره نفسي لما ألاقي نفسي إني في مكان و عشان أعلى فيه لازم أجري و اتعب عشان أوصل لحتة أعلى , المشكلة إن الموضوع لا متناهي , وعشان أمشي فيه لازم أخنق على نفسي و اتعامل مع الناس عندها استعداد انها تدوسني عشان تعلى على قفايا , و بيعاملوني كويس بس عشان أنا سكتها , بكره نفسي لما واحد بيعاملني كويس بس عشان هوا بيستفيد مني , بكره نفسي لما واحد كنت فاكر انه بيحبني و أول ما أخذ اللي هوا عايزه عن طريقي , رماني و خلاص مبقتش أمثل ليه أي أهمية .


بكره نفسي لما واحد صاحبي أنا , يتعرف على واحد تاني عن طريقي و بعد كده يبقى التاني ده أغلى عنده مني و أصبح أنا في طي النسان و درجة تانية و لربما تالتة , بكره نفسي لما أتعامل مع واحد تقليدي صاحب أفكار معتادة من السائرون وسط الثرى, و يتعامل معايا بأسلوب وحش و يأمر و ينهي و يتكلم عن أفكاره كأنه ملك زمانه لمجرد انه الأعلى صوتا و ذي ظهر مسنود و انه ماسك في ايده مصلحة ليا , و يقعد يعاملني على نظام السلحفة و الجزرة , بكره نفسي لما أضطر اتعامل مع شخص من العينة السابقة .
بكره نفسي لما شخص يستخف بعقلي , بكره نفسي لما شخص يستغل سلطته عليا في انه يذلني , بكره نفسي لما شخص صاحب سلطة عليا يتصرف بلئم معايا لمجرد إني طالبت بحقوق ليا عنده و طالبته بشغل مفروض عليه هوا تكاسل عنه .
بكره نفسي لما بحس إني بشحت الحب من الناس , بكره نفسي لما واحد يشك فيا , بكره نفسي لما واحد يفهمني غلط , بكره نفسي لما واحد ميعرفنيش و كل معرفته بيا انه يعرف اسمي يقعد يضطهدني في الرايحة و الجاية لمجرد انه قاعد بطة و مش قادر يعمل أي حاجة من الحاجات اللي بعملها او نجاح من النجاحات اللي وصلت ليها , آ آ آ ه .
بكره نفسي لما أقعد أجري ورا حاجات كتير و مبعرفش أعمل غير حاجات قليلة منها , بكره نفسي لما بكذب على الناس , بكره نفسي لما أكون تايه و مش عارف أنا عايز ايه و ليه وامتى , بكره نفسي لما أكون مش مخطط لبكره , بكره نفسي لما يخلص مصروفي و اقعد امشي و امشي عشان أوفر تمن الميكروباص , بكره نفسي لما أحب أشرب فيروز و ملاقيش معايا فلوس عشان اشربها , بكره نفسي لما أكون بكتب و ملاقيش ورق أكتب عليه ।

بكره لما أكتب مقالة و محدش يقراها , و بكره اوي لما واحد يقرأ مقالة ليا و اسأله ايه رأيه يقولي "حلوة" أقوله تفاصيل يقولي "آه جميلة" بصراحة كتر خيره انه عرف يقراها , انا سعات بتقعر في المقالات ,بكره نفسي لما واحد بيقعد يحبطني و يكسر أحلامي و يديني سلبيات في لحظة ما أكون مبسوط و فرحان , و هوا بيعمل كده بس عشان حاجة في نفسه أو عشان هوا بيستمتع بكده .
اعتقد كفاية كراهية في النفس لحد كده .

"لا يوجد وقت للعيش بسعادة" , ايه هي السعادة ؟ , فيه واحد قال "السعادة رحلة و مهياش محطة عشان كده مفيش وقت احسن من دلوقت عشان نعيش سعداء , لازم نستغل اللحظة ونعيش سعداء" ।
بأعتقد و الاعتقاد ده صحيح إن الحياة مليانة تحديات و مليانة عقبات , أنا فاكر في الكلية الحلوة بتاعتي إن احلى سنة عشتها في الكلية و كنت مبسوط و فرحان و اجمل سنة عدت عليا هي اعدادي هندسة , كنت بحضر 10 محاضرات و 12 سكشن في الاسبوع (كان عندي 7 مواد بس) و التجارب العملي كنت بحضر كل تجربة ما لا يقل عن اربعة مرات , كنت مطحون كنت بلف حوالين نفسي زي الدبانة , بس كنت مبسوط .


يبقى ايه الاستنتاج ؟؟؟؟


الحياة مليانة تحديات و مليانة عقبات يبقى الأحسن إن الواحد يقرر انه يعيش بسعادة أكبر رغم التحديات الموجودة و المحطوطة قدامه و ميحاولش يهرب منها لأنها ممكن هي اللي تخليه أسعد و أحلى و أفضل । । .
الورقة خلصت , هدور على ورقة تانية । . . ثواني .



الواحد لو فكر في كل حاجة بيحبها و حاول يعملها كلها مش هيلاقي وقت يعمل الحاجات اللي هو بيكرهها.
أنا بحب أروح اسكندرية و أمشي على الكورنيش و أنام على البراميل و انعس و الناس تصحيني عشان موبايلي بيرن , انا بحب أصور بالكاميرا و اطبع الصور و اعلقها على الحيطة , بحب بابا و بحب أنام على رجله ويلعب في شعري , بحب ماما و بحبها لما تكون مبسوطة مني .
أنا بقول و هكرر و أقول الواحد لو عاش يفكر في الحاجات الحلوة اللي هو بيحبها هيتناسى الحاجات التانية على الرغم من إن الواحد سعات بيقابل الحاجات الوحشة رغماً عنه و إن الحاجات الحلوة غير ممكنة في كل الأحوال , بس الواحد لما يحب الناس و الناس تحبه نركب بسكلته و نزق بعضينا دي تبقى حاجة حلوة , آ آ آ ه حلوة أوي .
أنا مبسوط أنا منشكح أنا بسمع أدان الفجر । . . الله رائع جدا ً , الموضوع كان محتاج شوية تفكير بس و الدنيا هتبقى حلوة و ربنا هيوفقنا وكله يبقى تمام و مية مية , و ربنا يوفق الجميع و نطلع من دوامة الكأبة و الحزن على ما في أيدي العباد و كل ما فات و ليس بآت , يا مسهل الحال يا ا ا رب .



هحكيلكم حدوتة حلوة خالص :


في دورة الألعاب الأولمبية بسياتل (USA) في سباق ال 100 متر جري كان المتسابقون 9 من المعوقين عقليا و جسدياً
بدأ السباق و كانوا بيتحركوا بالعافية بس كلهم كانوا مبسوطين وفرحانين .
فجاة في وسط السباق واحد منهم اتزحلق و اتدحرج وقعد يعيط في وسط التراك .
التمانية الباقيين سمعوه , بطأوا جريهم و بصوا وراهم يشوفوه , كلهم وقفوا و رجعوا لغاية عنده .
قعدت جنبه فتاة منغوليه و حضنته و سألته "انت احسن دلوقت ؟"
زمايله التمانية وقفوه على رجليه , و مشيوا التسعة جنب بعض صف واحد لغاية خط النهاية .
الجماهير كلها صفقت و هللت ليهم , الناس اللي شافوا المنظر ده لسه فاكرينه و بيحكوه لكل اللي يقابلهم .
لييه ؟ ؟


الحياة مش بس إن احنا نعيش لنفسنا , الحياة مش إن حنا نعيش عشان نفوز على طول ।
الحياة عشان نعيش لبعضنا , نساعد بعض نعيش للناس و مع الناس ونكون سعداء , يعني تقابل واحد في الشارع و تقوله أنا سعيد برؤيتك , يرد عليك و يقول و أنا محمد مصطفى .
السعادة مش إن كل واحد يمشي لوحدة .
السعادة مع الناس وسط الناس مع بعضنا ।


النهاية
The End

كان معكم منشكحاً من أمام فيلم
Stranger Than Fiction
فتوح أبو المفاتيح – شاشة الحاسوب – الدور الأرضي



خير خير خير । . . محدش عارف الخير فين .

هناك تعليق واحد:

  1. هى جميله بس الحياه دلوقتى مش كده خلاص
    هى المساله عوزه مننا تغير فى اسلوب الكتابه بردوو بس خالى بالك انا مش معاك يا مان انا مش عوز اروح ابو غريب المصرى
    **********
    وده هديا منى لمصر

    جـابـوا كـفــن ابـيــض مـقـاسـه مـقـاسـي
    ولـفـوا بــه الجـسـم المحـنـط مــع الـــراس

    هـيـكـل غـريــب وقـــال لـيــا التـنـاسـي
    صـوتـه رهـيـب وخـلـفـه انين حــراس

    أنا أصلي كنت نايم و فجأة صحيت لقيت
    إن الناس دول بهايم فقمت و ابتديت

    طول عمرهم عوزنا نسافر ونبعد من الأقاليم
    مش كده أحسن بالذمة كده هنعجب الشراميط

    ردحذف

وخلي بالك من كلامك
حبيبي النبي بيقول:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".

إضغط على:
الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ليصلك بريد الكتروني عند قيام احد بالتعليق
وشكر

توضيح صغنووون خااالص


اقرأ و قول رأيك بحرية – عمري ما هزعل منك