فيه ناس بترفض تعيش الحياة
بترفض كل فرصه تتاح ليها عشان تبقا مبسوطة و انها تبقى سعيدة
لا لا لا
الموضوع مش كدا
الناس دي بتتمتع بكم من الاستهجان و عدم التصديق و احساس بفقدان القيمة
شايفة انها "لا مؤخذة" بهيمة بتدور في ساقية , و مش هتفرق لو بقت كويسة أو بقت وحشة أو بقت مبسوطة , المهم تاكل و تشرب و تنام عشان تعرف تدور في الساقية اللي بتكرهها كويس.
هاجمني دلوقت هاجس مخيف خلاني أقوم من النوم أشغل الكمبيوتر و اتكلم عنه
فيه ناس بترفض تعيش الفكرة و تعيش اللحظة و ترفض انها تنبسط إلا بمقاييس شخصية أنانية معقدة
ناس كتير تحت ضغوط الحياة بترفض بشدة انها تستمتع بقعدة على البحر و سط الرمل تسمع الموج
ناس بترفض الفكرة مهما كانت لذيذة ومهما كانت بسيطة
ناس بتؤثر التنكيد على نفسها و تعشق التعقيد و تحول المشهد اللي فات لشمس حر و رمل مزعج سخن و دوشة البحر و ايه القرف دا و يلا نمشي من هنا و الجو ممل , و ياي دبان
ممكن تقولوا اني تافه
بس الموضوع أكبر من كدا , انا بعيط لما بشوف مشهد صعب في التلفزيون أو حتى صورة واقعد أفكر فيها , بتأثر بيه واتفاعل معاه ولازم ادي ردة فعل أو على الأقل اتكلم و اتناقش و بصدق , لأني حتى لو بعيد عن الموقف فأنا متأثر بالفكرة عشاتها مع اصاحبها.
أنا بحب أعيش اللحظة جدا و اتغاضي بشكل متطرف عن اي منغص في الموضوع
بكره اوي الناس اللي بتقعد تبكي و تشكي و تلوم و تشتم و هي بإيدها تقدر تغير اللي هي فيه , بس هي عاوزة تفضل في اللي هي فيه
بتشوه الصورة أوي , حتى لو عندهم حق , فدعونا نعمل في صمت يا جماعة
ما هو لو معملناش هتفضل الصورة زي الزفت
لما كنت في الكلية و عملنا مشروعنا و كان محوره العمارة الخضرا , كنت معتقد فيها بشدة قريت و فهمت و عشتها , كان فيه ناس معانا عارفة اللي انا عارفه بس بالنسبة ليها الحوار كله مجرد مشروع و لازم اعرف عشان اعدي و بعد ما اعدي ولا اعرفه اساساً , موصولش لدرجة الفلسفة و التشبع بالفكرة
لما اشتغلت في مسابقة مدينة المستقبل , كنت عايش معاها و موقن اني بعلم الأطفال حاجة جديدة و ان لازم الإخلاص و الفهم , كنت برفض اقول المعلومة غير بعد ما اشرح اصلها و سببيتها و إزاي استنتجتها , على العكس كان فيه مدرسين معتبرينها حاجة زي أي حاجة و علموا الطلبة التعامل مع المسابقة كأنها درس عربي احفظه و راجع الأسئلة عشان تجاوب على الامتحان و بعد الامتحان مش فاكر و لا كلمة , المدرسين دي وصلوا الطلبة انهم لما مافازوش , الطلبة كسروا الشغل بتاعهم فتافيت , لأنه لا يحمل أي قيمة لهم , نفس قيمة درس القراءة أو كتاب اللغة العربية اللي بترميه على باب اللجنة بعد الامتحان على طول
انا هنا في ليبيا لما جيت عملت نظام الجودة و الإدارة الداخلية للمشروع كنت معتقد بشدة ان دا لازم يتعمل طبقا للقواعد لأن الصح حاجة حلوة أوي و بعملها عشان المشروع يبقا كويس , مع ان المالك ميهموش الموضوع و المكتب بتاعي متفرقش في الأودية هلك المشروع , و الأدارة كل همها العائد الشهري للمشروع و الاستشاري يهمه ورقة كويسة و تحتها ايه متفرقش , أي بتنجان
سئ سئ سئ سئ سئ
سئ جدا الشخص اللي يموت فكرة
سئ جدا الشخص اللي ميقدرش مشاعر شخص ما و يستهجن بيها لأنه شايف انها اتفه مقارنة بمشكلة انه مش لاقي ميكروباص يروح فيه
سئ جدا الشخص اللي حرم نفسه من انه يستمتع بمشهد جميل أو فكرة أو لحظة حلوة لأنه مشغول و حانق جدا لأن الشمس حر أو انه جعان أو ان المرتب متأخر و مش عارف هيصرف منين
سئ جدا اللي يموت فرحة حد بحاجة بسيطة أوي , لمجرد انه مش عارف يفرح زيه أو شايفها تافهة و متسواش أو انه يشعر بالملل و القرف و مفيش حاجة حلوة في عنيه
سئ جدا اللي بيطلع غضبه و شكواه على الناس مرارا و تكرارا مع انه عارف ان الحل في ايده و هو راضي بالظلم اللي هو فيه , بس هو يفضل البكاء و العواء , انت عارف الحل كويس بتشتكي ليه بقا؟
سئ جدا شخص بيرفض فكرة , أمل , لحظة جميلة , لأنه شايف انه لازم يكون عملي و يكون مقرف و معقد
الخاطر اللي جالي و صحاني من النوم , إني خايف احسن ينتهي بيا الحال مع شخص من العينة اللي فاتت
بس الحاجة اللي لطيفة جدا , ان الأمل موجود , و ربنا موجود , و ربنا بيحب لينا الخير , و عاوزه لينا أوي و بيسرنا ليه لأن ربنا بيحبنا
ودا شئ لو تعلمون عظيم عظيم عظيم
ندي ونقول اللهم ارزقنا الهداية و التوفيق و السداد
من اللذيذ الاستغراق
من اللذيذ الاستمتاع باللحظة لأقصى درجة ممكنة سواء كانت حزنا مغرقا , تعاسة مفجعة , فرحاً يصل للصراخ , انشكاحاً بلا حدود
هتحس بطعم لذيذ جداً
من شوية قريت قصة تعايشت مع لحظات عذبة من الألم و الحزن الصافي كانت ممتعة عيطت و استمتعت بشدة , بس دا يكون في ذات نفس اللحظة , متخليش مشاعر صعبة مش حلوة تعيش جواك اكتر من الوقت اللي حصلت فيه
:)
و الأهم انك متخليش اللحظة دي تطغى على حاجات تانية , ركز و خليك مركز , لأن تركيز الفاكهة في العصير مش اكتر من 70% و الباقي مية
خير خير خير
محدش عارف الخير فين
كان معكم
فتوح ابو المفاتيح