نضيع وقتنا في البحث عن أشياء , الركض وراء أشياء اخرى و السعادة مملوكة لنا .
يوووووووه
مش عايز أكتب فصحى معلهش هكتب عامية ।
مش لازم الواحد عشان يكون مبسوط يجري و يتعب و يلف يمين و شمال و يعمل حاجات كتير .
أنا عارف إن فيه حاجات بحبها : بحب الشتا و الدفا اللي فيه , بحب المكان المقفول عليا و الدافي , بحب لما أكون ماشي ولابس بلوفر ناعم و كوفية , بحب عمورة الأمورة أول ما يشوفني يقول "مستر سيجا" ويجري عليا و ياخدني بالحضن و يديني بوسة يمين و بوسة شمال (عمورة عنده 6 سنوات) و يقول لففني يا مستر سيجا .
بحب أمشي في الشارع أكلم نفسي وأشوح و اطرقع بصوابعي , امشي زجزاج و اطلع على الرصيف و أعد البردورات , احب اتخيل نفسي عربية وامشي فووم و احود و ازود سرعات و ابطأ و ارجع مرشدير و ابص على العجل و هوا بيلف (الجزمة اللي في رجلي) .
بحب فرح , فرح حبيبي - فرختي- بحب ألعب معاها , بحب آخدها و نتمشى و شربت معايا عصير قصب لأول مرة في حياتها (فرح عندها 9 سنوات) ولا لما تعيط و مستر سيجا بس هو اللي يعرف يصالحها انا ببقى مبسوط أكتر منها لأنها بقت منشكحة .
بحب أكون في الجامعة راجل محترم و الناس تحبني , بحب لما اتزنق في المذاكرة و اقعد أقرأ و أعمل و اكتب و أحل و أطلع بحلول عبقرية و ورق و ملخصات فظيعة محدش بيستفيد منها غيري لأنها طالعة متأخر (ليلة الامتحان) .
بحب أمشي على شط اسكندرية و الهوا يضربني في وشي – بحب أنا بحب – انا بحب إني بحب – أنا بحب الحب لإن الحب حلو , أيوا حلو , بيخلي الواحد مبسوط .
بحب أشوف الناس وهي بتقرأ , بحب أقعد مع الأطفال اتكلم معاهم و العب معاهم , نشد في بعض نلعب نط الحبل ,بحب أشرح للأطفال و اتناقش معاهم , بحب حب الأطفال ليا لما يقولوا ليا "يا مستر سيجا" , بحب يوم الحفلة لما كنت بالبدلة و الأطفال اتلموا عليا ووقعوني على ظهري على الأرض و ركبوا كلهم فوقي و هما بيقولوا "مسترسيجا مسترسيجا مسترسيجا" .
امبارح و أنا مروح و ديدة بتقولي "ميستر ميستر" و بتعمل ليا باي و نازلة فيا بوس (ديدة عندها 3 سنوات) أنا كنت مبسوط دا احلى حب , أنا منشكح , يا ا ا ا ه الواحد لو يفضل طول عمره كده تبقى الحياة حلوة .
بحب امشي في الكلية واركن على حيطانها , بحب القعدة على البراميل في اسكندرية و البحر نازل تف عليا و الدنيا ضلمة , بحب ركوب القطر درجة تانية مكيفة و الدنيا برد و التكييف شغال بحب ريحة المكان و الكراسي اللي في القطر و ريحة السجاير المطفية و كل ده و الجاكت بتاعي بيحضني و بيلفني .
بحب أشرب فيروز و استمتع بيها , لما أكون متضايق بحس انها بتغسلني بتمشي جوا جسمي حتة حتة بتنزل بردا و سلاما عليا , وانا مبسوط بشربها بحس اني خلاص هطير , لو أطول استحمى بيها ساعتها كنت استحميت .
انا بحب إني احب حاجة , في اللحظة دي بحس إن الدنيا خلاص زي العسل و كل حاجة مية مية و الموضع مش مستاهل حاجة , بحب لما أقعد اكتب موضوع اكتبه الأول على ورق بإيدي قبل ما اكتبه على الكمبيوتر , أصلي لما اكتب على الكمبيوتر قبل الورق بحس إني بعمل تصرف إباحي أو فعل فاضح في الطريق العام , بس خير ।
بحب القعدة في التكييف و الدكتور يخنق عليا و احس اني عامل زي التمثال الشمع , و اقعد افكر اكلمه في ايه و ألاقي نفسي مش عارف اقوله اي حاجة , أصل فيا طبع مهم و غلس حبتين , طالما انه مفيش موضوع معين ممكن اتكلم فيه مع فرد بذاته فأنا لا اتحدث معه و اتجنبه .
اعتقد اني بحب حاجات كتير , بحب القعدة في المدرج و أنام قدام الدكتور , بحب الدكتور شريف شارل لما يهزأني في المحاضرة عشان النوم و يقول ليا "يا مشمش" بتبقى طالعة منه زي العسل و بكون "والله العظيم" طاير من الفرح , بحب الدكاترة لما يحدفوني بغطا القلم عشان يصحوني من النوم في المحاضرة , بحب الجير اللي بيوسخ بنطلوني لما بقعد في الصف الأول في مدرج 3 (المسبك) .
بحب صاحبي أبو الدهب (أبو دودو) لما يقعد يناقرني و اغلبه في النقار و اغيظه بيبقى عسل و هوا بيحاول يمسك نفسه و مش عارف .
بحب لما أكتب مقالة الناس كلها تقراها و تقعد تناقشني في التفاصيل و تتكلم معايا حواليها و تعلق و تعمل اسقاطات على الواقع , على فكرة دي أول مقالة اكتبها مباشرة و من غير فلسفة و لف و دوران , ممكن هيبقى فيه لف و دوران في آخر المقالة , بس لازم و إلا المقالة مش هتكون مقالة في رأيي .
بس بكره نفسي لما ببقى قاعد في تنافس غير شريف , بحس اني زعلان جدا و أنا بعمل الحاجة دي .
بكره احط نفسي في ضغط نفساوي , ببقى متضايق و مخنوق و بقعد اجري و را الحاجة و اهري و انكت في نفسي و اتعامل مع الناس و أنافقهم و اشتغل معاهم بأسلوب (التقية) – مش هفسره فكروا فيه شوية .
بكره نفسي لما أقعد مع ناس كل لازمتهم ليا إن ليا عندهم مصلحة , بكره نفسي لما أؤخر شيت و لما المعيد يوبخني عشان مش فاهم حاجة , بكره نفسي لما شخص بيحبني اتجاهله و مش اسلم عليه عشان أنا مش لاقي موضوع اتكلم فيه معاه .
بكره نفسي لما واحد يقعد ينتقدني بدعوى انه بيهزر معايا و مقدرش ارد عليه عشان انا لازم أكون فريش و عادي , وكمان أنا خايف على زعله و أنا لو رديت عليه ببقا أنا كده بصده , بكره نفسي لما واحد يتخذني مندوب لحاجة هوا بيكرهها و يبدأ يهاجم شخصي أنا عشان خاطر الحاجة دي .
بكره نفسي لما أقعد مع واحد اشتراكي أو يساري , بيخنقني بيحسسني إن العالم إسود و إن هباب المصانع بقا هوا الهوا و مفيش غير كربون في الهوا و انعدم الأوكسجين , وإني هموت بكره و إن بعد بكره مش هلاقي عيش و إن ليلة امبارح مجالوش نوم عشان كان فيه صرصار رأسمالي حقير كان بيحاول يخصخص البلاعة اللي عندهم في الحمام , بكره نفسي لما اتعامل مع واحد بيعمل خير و لكن تملكه حب السلطة و يعتبر نفسه مندوب للموضوع ولازم كل حاجة تتم من خلاله و إن تفكيره هوا بس اللي صح . (على فكرة خطي بيميل لتحت و ده يعني إني محبط و بفكر في أفكار سلبية) بس خير .
بكره نفسي لما ألاقي نفسي إني في مكان و عشان أعلى فيه لازم أجري و اتعب عشان أوصل لحتة أعلى , المشكلة إن الموضوع لا متناهي , وعشان أمشي فيه لازم أخنق على نفسي و اتعامل مع الناس عندها استعداد انها تدوسني عشان تعلى على قفايا , و بيعاملوني كويس بس عشان أنا سكتها , بكره نفسي لما واحد بيعاملني كويس بس عشان هوا بيستفيد مني , بكره نفسي لما واحد كنت فاكر انه بيحبني و أول ما أخذ اللي هوا عايزه عن طريقي , رماني و خلاص مبقتش أمثل ليه أي أهمية .
بكره نفسي لما واحد صاحبي أنا , يتعرف على واحد تاني عن طريقي و بعد كده يبقى التاني ده أغلى عنده مني و أصبح أنا في طي النسان و درجة تانية و لربما تالتة , بكره نفسي لما أتعامل مع واحد تقليدي صاحب أفكار معتادة من السائرون وسط الثرى, و يتعامل معايا بأسلوب وحش و يأمر و ينهي و يتكلم عن أفكاره كأنه ملك زمانه لمجرد انه الأعلى صوتا و ذي ظهر مسنود و انه ماسك في ايده مصلحة ليا , و يقعد يعاملني على نظام السلحفة و الجزرة , بكره نفسي لما أضطر اتعامل مع شخص من العينة السابقة .
بكره نفسي لما شخص يستخف بعقلي , بكره نفسي لما شخص يستغل سلطته عليا في انه يذلني , بكره نفسي لما شخص صاحب سلطة عليا يتصرف بلئم معايا لمجرد إني طالبت بحقوق ليا عنده و طالبته بشغل مفروض عليه هوا تكاسل عنه .
بكره نفسي لما بحس إني بشحت الحب من الناس , بكره نفسي لما واحد يشك فيا , بكره نفسي لما واحد يفهمني غلط , بكره نفسي لما واحد ميعرفنيش و كل معرفته بيا انه يعرف اسمي يقعد يضطهدني في الرايحة و الجاية لمجرد انه قاعد بطة و مش قادر يعمل أي حاجة من الحاجات اللي بعملها او نجاح من النجاحات اللي وصلت ليها , آ آ آ ه .
بكره نفسي لما أقعد أجري ورا حاجات كتير و مبعرفش أعمل غير حاجات قليلة منها , بكره نفسي لما بكذب على الناس , بكره نفسي لما أكون تايه و مش عارف أنا عايز ايه و ليه وامتى , بكره نفسي لما أكون مش مخطط لبكره , بكره نفسي لما يخلص مصروفي و اقعد امشي و امشي عشان أوفر تمن الميكروباص , بكره نفسي لما أحب أشرب فيروز و ملاقيش معايا فلوس عشان اشربها , بكره نفسي لما أكون بكتب و ملاقيش ورق أكتب عليه ।
بكره لما أكتب مقالة و محدش يقراها , و بكره اوي لما واحد يقرأ مقالة ليا و اسأله ايه رأيه يقولي "حلوة" أقوله تفاصيل يقولي "آه جميلة" بصراحة كتر خيره انه عرف يقراها , انا سعات بتقعر في المقالات ,بكره نفسي لما واحد بيقعد يحبطني و يكسر أحلامي و يديني سلبيات في لحظة ما أكون مبسوط و فرحان , و هوا بيعمل كده بس عشان حاجة في نفسه أو عشان هوا بيستمتع بكده .
اعتقد كفاية كراهية في النفس لحد كده .
"لا يوجد وقت للعيش بسعادة" , ايه هي السعادة ؟ , فيه واحد قال "السعادة رحلة و مهياش محطة عشان كده مفيش وقت احسن من دلوقت عشان نعيش سعداء , لازم نستغل اللحظة ونعيش سعداء" ।
بأعتقد و الاعتقاد ده صحيح إن الحياة مليانة تحديات و مليانة عقبات , أنا فاكر في الكلية الحلوة بتاعتي إن احلى سنة عشتها في الكلية و كنت مبسوط و فرحان و اجمل سنة عدت عليا هي اعدادي هندسة , كنت بحضر 10 محاضرات و 12 سكشن في الاسبوع (كان عندي 7 مواد بس) و التجارب العملي كنت بحضر كل تجربة ما لا يقل عن اربعة مرات , كنت مطحون كنت بلف حوالين نفسي زي الدبانة , بس كنت مبسوط .
يبقى ايه الاستنتاج ؟؟؟؟
الحياة مليانة تحديات و مليانة عقبات يبقى الأحسن إن الواحد يقرر انه يعيش بسعادة أكبر رغم التحديات الموجودة و المحطوطة قدامه و ميحاولش يهرب منها لأنها ممكن هي اللي تخليه أسعد و أحلى و أفضل । । .
الورقة خلصت , هدور على ورقة تانية । . . ثواني .
الواحد لو فكر في كل حاجة بيحبها و حاول يعملها كلها مش هيلاقي وقت يعمل الحاجات اللي هو بيكرهها.
أنا بحب أروح اسكندرية و أمشي على الكورنيش و أنام على البراميل و انعس و الناس تصحيني عشان موبايلي بيرن , انا بحب أصور بالكاميرا و اطبع الصور و اعلقها على الحيطة , بحب بابا و بحب أنام على رجله ويلعب في شعري , بحب ماما و بحبها لما تكون مبسوطة مني .
أنا بقول و هكرر و أقول الواحد لو عاش يفكر في الحاجات الحلوة اللي هو بيحبها هيتناسى الحاجات التانية على الرغم من إن الواحد سعات بيقابل الحاجات الوحشة رغماً عنه و إن الحاجات الحلوة غير ممكنة في كل الأحوال , بس الواحد لما يحب الناس و الناس تحبه نركب بسكلته و نزق بعضينا دي تبقى حاجة حلوة , آ آ آ ه حلوة أوي .
أنا مبسوط أنا منشكح أنا بسمع أدان الفجر । . . الله رائع جدا ً , الموضوع كان محتاج شوية تفكير بس و الدنيا هتبقى حلوة و ربنا هيوفقنا وكله يبقى تمام و مية مية , و ربنا يوفق الجميع و نطلع من دوامة الكأبة و الحزن على ما في أيدي العباد و كل ما فات و ليس بآت , يا مسهل الحال يا ا ا رب .
هحكيلكم حدوتة حلوة خالص :
في دورة الألعاب الأولمبية بسياتل (USA) في سباق ال 100 متر جري كان المتسابقون 9 من المعوقين عقليا و جسدياً
بدأ السباق و كانوا بيتحركوا بالعافية بس كلهم كانوا مبسوطين وفرحانين .
فجاة في وسط السباق واحد منهم اتزحلق و اتدحرج وقعد يعيط في وسط التراك .
التمانية الباقيين سمعوه , بطأوا جريهم و بصوا وراهم يشوفوه , كلهم وقفوا و رجعوا لغاية عنده .
قعدت جنبه فتاة منغوليه و حضنته و سألته "انت احسن دلوقت ؟"
زمايله التمانية وقفوه على رجليه , و مشيوا التسعة جنب بعض صف واحد لغاية خط النهاية .
الجماهير كلها صفقت و هللت ليهم , الناس اللي شافوا المنظر ده لسه فاكرينه و بيحكوه لكل اللي يقابلهم .
لييه ؟ ؟
الحياة مش بس إن احنا نعيش لنفسنا , الحياة مش إن حنا نعيش عشان نفوز على طول ।
الحياة عشان نعيش لبعضنا , نساعد بعض نعيش للناس و مع الناس ونكون سعداء , يعني تقابل واحد في الشارع و تقوله أنا سعيد برؤيتك , يرد عليك و يقول و أنا محمد مصطفى .
السعادة مش إن كل واحد يمشي لوحدة .
السعادة مع الناس وسط الناس مع بعضنا ।
النهاية
The End
كان معكم منشكحاً من أمام فيلم
Stranger Than Fiction
فتوح أبو المفاتيح – شاشة الحاسوب – الدور الأرضي
خير خير خير । . . محدش عارف الخير فين .