حكمة حمار – إلى أعلى دائماً

الصورة من أحد حواري القدس الشريف : )

المقالة عبارة عن حدوتة ثم استنتاج ظريف حولها : ) , أرجو الاستمتاع

في أحد الأيام وقع حمار في بئر غائر جاف
أخذ الحمار يصرخ لساعات
اتى الفلاح صاحب الحمار وإخذ يفكر في طريقة لتخليص الحمار من البئر

و هنا قرر الفلاح أن الحمار صار عجوزا و انه ليس بحاجة إليه
وأن البئر لابد أن يدفن على اي حال لأن مائه قد نضب
لذلك فلا فائدة من إنقاذ الحمار

فقام الفلاح باستدعاء كل جيرانه لمساعدته في دفن البئر وبهذا يحقق هدفين
التخلص من الحمار و ردم البئر
فأمسك كل منهم جاروف وبدأ يسكب الرمل والوسخ في البئر

و عندما استنتج الحمار ما يحدث بدأ يرسل صرخات عنيفة
وبعد لحظات هدأ الحمار تماما
اعتقد الفلاح أن الحمار قد دفن تماما
لذا أكمل هو و جيرانه عمليه ردم البئر و دفن الحمار معا

ولكن . . .
حدق الفلاح في أسفل البئر ليرى ما وصلوا اليه فتفاجئ مما رآه

ففي كل مرة ينسكب فيها الرمل من الجاروف على الحمار يقوم الحمار بعمل شيء مدهش
كان ينتفض ويسقط الوسخ و الرمل من عليه ويسقطه اسفله
ويأخذ خطوة للاعلى فوق الطبقة الجديدة من الوسخ والرمل

بينما كان الفلاح وجيرانه يلقون الرمال والوسخ فوق الحمار
كان الحمار ينتفض ويأخذ خطوة للاعلى
ويعلوا مرة تلو الاخرى

وبسرعة وصل الحمار لحافة البئر و قفز خارجا
و اصيب الفلاح وجيرانه بالصدمة
وكانت دهشتهم وخجلهم شديدة من الحمار

نقطة كبيرة مهمة جدا (Action Point)

بوجودك في الحياة ستلقى الكثير من العقبات والحفر وكثير من المثبطين .
ستجد الكثير ممن يلقون عليك الوسخ والقاذورات من حقد و غيرة .
ستجد انك قد تقع في هذه الحفر وأن هناك من يتحين وقوعك حتى يحاول أن يدفنك .

الفكرة من الخلاص من البئر هو ألا تدع ما يلقونه عليك من رمال تدفنك وتغطيك وتطفئ حماسك .
بل ان تنفض كل هذا جانبا وتعلو فوقه , تأخذ خطوة فوقه .

يقول حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
("المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يأذونه")

لأنك بوجودك وسط الحياة هتتعلم اكتر , وتعرف أكتر , ويبقا عندك خبرة أكتر , وهتعرف تنجح وتعرف توصل لهدفك بطريقة أحسن و أروع .

الفكرة هنا هو انك لا تستسلم لما حولك , ألا تفقد الأمل في غد أفضل , في مستقبل جديد مشرق , في شمس جديدة رائعة تضئ حياتك , في أمة هي خير أمة خلقها الله سبحانه وتعالى .

فليكن عندك عزيمة وإصرار .
وستجد نفسك قريبا على القمة , وقد وصلت لكل ما تريد, فلا تستسلم لمن يحاول أن يدفن حياتك , و مشاعرك , و أفكارك , وغدك , ومستقبلك .

انت المسئول عنه , و يوم القيامة أنت من سيحاسب عليه , لا من دفنوك .

النجاح والوصول لماتريد وتحقيق هدفك ورسالتك
هو هدية مثابرتك وصبرك
رغم انف الحاقدين
رغم أنف كل من القى عليك في يوم ما . . . حجر

....

كان معكم خارجا من البئر

فتوح أبو المفاتيح – نافضاً كل سيئ