الأحد، فبراير 07، 2010

جوانب من الحضارة الاسلامية – للدكتور عبد الرحمن على الحجي. اقتباسات و تعليقات

جسد بلا رأس من النور إلى الظلام

الاقتباسات من الكتاب بلون اسود – تعليقاتي بلون ازرق


أولا: العلاقات.

. . . الحضارة الاسلامية . . . . واحدة شاملة واضحة بصفتها , اسلامية لا قومية فيها , و انسانية لا وطنية تحدها. فهي مرتبطة بالله وتستمد قوتها من شرعه. . . . .

يعني و بشكل بسيط إحنا كأشخاص منتسبين لهذه الحضارة و مجموعة انسانية صفتهم انهم مسلمين , نخضع اولا واخيراً و ننتمي بشكل كامل للاسلام وتعاليمه , بغض النظر عن المكان و الزمان و الجنس واللون الذي يصفنا به الاخرون او التوصيف الذي يدعي به المتبطلون.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولقد عاش المجتمع الاسلامي بكل عصوره واحواله موضوع العهود وحسن التعامل مع الاخرين على اساس خلقي صريح وصادق, وكل ذلك مرتبط بالعقيدة الاسلامية و الخوف من الله سبحانه وتعالى, وقد ترسخت هذه الصفة وغيرها حتى غدت و اصبحت صفة اخلاقية اصيلة تميز بيها المجتمع المسلم و جربها واقر بها كل اولئك الذين تعاملوا مع المجتمع المسلم . . . . . . . .

و هذا ما كنا عليه في الماضي من تعاملنا مع الغرباء و مع الدول المجاورة لنا و الغير مسلمين , فما بالك بما كانت عليه طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض نحن المسلمون في هذا الزمن القريب؟ وهو دا الاسلوب اللي كنا زمان بنعامل بيه الاغراب و الدول الاجنبية وغير المسلمين و هو اساس علاقاتنا الدبلوماسية مع الاخر , ولك ان تتصور الاسلوب و الطريقة اللي كان المسلمين بيعاملوا بيها بعضهم البعض و مدى الوفاق اللي كان بينهم بغض النظر اي اختلاف في اصولهم او الوانهم او بلادهم.



ثانيا الثقافة والعلم.

. . . . . . . . اتساع ظاهرة الثقافة و العلم في الحضارة الاسلامية قضية شديدة الوضوح لأنها شملت كل الناس, واعتنى المسلمون بالتأليف و الترجمة و كان مستوى التأليف و الترجمة رفيعاً راقياً ونال التقدير و العناية و ازدادت الرغبة في طلب العلم و اتسعت , لأنها فريضة المسلمين , فلا يمكن أن نتصور وجود الجهل أو توفره حيث يكون الاسلام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولا يقصد بهذا الاتساع معرفة القراءة و الكتابة , فهذه اساسيات متوافرة , ولا غرابة أن انعدمت او كادت أمية القراءة و الكتابة في العالم الاسلامي في أي مقدار منها خلال عصور الاسلام الزاهرة المشرقة. ولكن المهم شيوع المعرفة و العلم وشموله لكثرة غالبة غامرة و منهمكة على العلم و الفقه و سعة الافق و الاهتمام به و التعرف عليه و على افاقه الرحبة المضيئة.
كما نجد وفرة كبيرة من اهل العلم واساتذته واعلامه والعاملين في التدريس والتأليف والترجمة , بشمول وكثرة – لا نجدها في تاريخ أية امة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حيث كانت هناك رغبة قوية غامرة متجددة لا تتوقف ولا تنضب في تلقي العلم وبذله , بحرص شديد , لأن هذا كله جزء من العقيدة الاسلامية و واجبات المسلم

كما نرى نجد أن الاسلام دين علم , وكما قال رسولنا الكريم "اغد عالماً إو متعلماً أو مستمعاً او محباً ولا تكن الخامسة فتهلك" , سيدنا النبي بيأمرنا بشكل واضح وصريح بعدة خيارات اننا يا اما نبقا علماء او متعلمين أو مستمعين للعلم , او محبين للعلم , ولا نكون حاجة خامسة غير الاربعة دول لأننا كدا هنهلك ونصبح بلا فائدة , لأن ربنا خلقنا و اوجدنا في الارض لكي نعمرها , احنا مأمورين بالعلم , وعشان كدا كان اجدادنا جميعهم من رواد العلم بس لأننا بعدنا عن ديننا وفهمنا الصحيح ليه بقينا بالشكل المزري اللي احنا فيه , لأن هدف رسالة الاسلام اخراج الناس من الظلمات إلى النور , من ظلام الجهل إلى نور العلم و المعرفة.


. . . . . . . .
و من الظواهر الجميلة القوية و الطريفة في موضوع التعليم في العالم الاسلامي إن كل ذلك كان يجري ويتم و التعليم حر يقوم به الناس قبل الدولة , وكانت المدارس الرسمية قليلة. فغدا العلم – طلبه وتعليمه و رعايته و ازدهاره – طبيعة و سمة اقامتها العقيدة الاسلامية , وتلك واحدة من ثمارها.

من الملاحظة و تتبع مسار العلم وتطوره في الدولة الاسلامية هنلاقي ان كل الحاجات دي عبارة عن مجهودات فردية لاشخاص يؤيدها المجتمع و يفتخر بها ويشجع عليها , ونجد أن عدد المدارس الخاصة و دور العلم الخاصة اكثر بكثير من التي اقامتها الدولة , لدرجة إن علماؤ كتير حولوا منازلهم إلى دار لتلقي العلم سواء كان علم طبي هندسي ديني رياضياتي او حياتي , و لأن العلم و نقله و تعليمه فريضة و واجب ينبع من العقيدة و الدين الذي يعتنقهما صاحب العلم و ناقله ,نلاقى نتيجة السبب دا إن التعليم ونقله اصبح واجب الفرد قبل ما يكون واجب الدولة.



ثالثا: القضاء.

. . . . . . . . وُجد القضاء منذ أوحى الله تعالي الاسلام إلى رسوله صلي الله عليه وسلم وانزل آياته الكريمة في قرآنه المجيد , لاسيما حين غدت الدولة الاسلامية الأولى كياناً سياسياُ اجتماعياً واضحاً . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . .
ولقد طفحت صفحات التاريخ الاسلامي بقضاة لهم اجتهادات و مواقفهم القضائية , و بدقتهم و تحريهم للحق وشعورهم بالمسؤولية , مع قابلية في الابداع و عبقرية في الفهم و تمسك بالوسائل التي تصون الحق و تصدع به وتظهر حقيقة الأمر وشجاعة للتراجع عن مواقفهم إن كان بها خطأ و الاعتراف بهذه الاخطاء , وهم لا يخشون في الله لومة لائم ولا قوة غاشم ولا بطش جائر ظالم.
. . . . . . . .
كما يتمتع القضاء في الاسلام بالحصانة و الاستقلال , ولابد من توضيح نقطة مهمة هي أن هذه الصفات كانت متوافرة في ظل كافة الظروف ؛ الأمر الذي يشير إلى قوة خاصة في التشريع الاسلامي ومجتمعه ورجال القضاء أنفسهم , تحفظ لهم استقلال القضاء ومكانته حتى في تلك الظروف التي يكون فيها جوانب من الضعف أو شئ من التهاون لدى بعض المسؤولين في أوقات الهبوط , ويخضع الجميع للقاضي دون حصانة او موانع للمثول امام القضاء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . و ليس استقلال القضاء , سلطة كاملة فقط , و إنما الاستقلال في داخل سلطة القضاء , ومن ذلك ما يبدوا في الاندلس , حيث القضاء في الاقاليم و الكور "القرى" ؛ فكان القضاة يتمتعون باستقلال – إلى اقصى درجة – عن السلطة القضائية الرئيسية التي يسمى رئيسها عادة بقاضي القضاة ويعرف في الاندلس بقاضي الجماعة بقرطبة. وهذا يفيد في معرفة سلطات قاضي الجماعة و إن سلطانه القضائي المباشر محصور في قرطبة العاصمة , وهذا لا يمنع أن تكون كلمته نافذة ولها تأثيرها في الاقاليم والكور الاندلسية.
ونجد في الاندلس . . . . . . . . انه يوجد لغير المسلمين قضائهم الخاص الذي يعودون إليه في الشؤون القضائية الخاصة بهم . . . . . . . . و يشير هذا الأمر إلى عدم تدخل المسلمين في شؤون الاقليات الاخرى الذين يحتكمون الى رجال منهم . . . . . . . .

هنا نقدر نلاحظ بشكل كبير أحد مصادر قوة الاسلام قديما , ولماذا رحب به كثير من مواطني الدول القديمة لأن يبسط نطاق حكمهم عليه , لأنه بيوفر ليهم حياة آمنة جدا في ظل سلطة قضائية كاملة حتى في وجه الحاكم المسلم بنفسه (مثلما حدث مع عمرو بن العاص في ولايته لمصر), وهذا يضمن لهم ارجاع حقوقهم كاملة إن تم العدوان عليها من اي فرد سواء كان مسلم او غير مسلم , صاحب سلطة او احد العامة. و الملاحظة المهمة جدا هو أن الاسلام وعقيدته وفرتا حرية كبيرة جدا و حماية كاملة لكل الاقليات اللي تعيش في ظله , بداية من حرية العقيدة وممارستها , حتى حرية سن قوانينهم الخاصة والاحتكام لمحاكمهم و قضاتهم تبعاً لكل انسان و شريعته. ومنا هنا جائت احد اسباب قوة الاسلام و احد اسرار انتشاره الواسع الثابت , و ذلك لقدرته على رد المظالم وارجاع الحق الى اصحابه ,و ذلك نتيجة ما يستمده القضاء من قوة تنبع من العقيدة الاسلامية حتى أمام الحاكم ورجاله و طواشيه.


. . . . . . . .
وهذه الدراسة البسيطة من اهدافها بعث حياة متجددة متحركة تعمل على احياء النفوس و المشاركة في البعث الاسلامي الكبير المرتقب القريب بعون الله . . . . . . . .
;)

دا هيحصل بس لو قدرنا إننا نخلي الناس ترجع تفكر تاني , لو قدرنا إننا نمحي اميتهم مش أمية القراءة و الكتابة , إنما امية التفكير و القدرة على تبيان الصواب من الخطأ وألا يكونوا مجرد نعاج و خراف وماعز و ابل يتم سوقهم آنى شاء حاكمهم وفي النهاية مصيرهم الذبح حتى يطعم منهم رجال الحاكم وطواشيه.

كان معكم قارئاً وناقلا
فتوح ابو المفاتيح – مبتعداً عن الأبل

لتحميل الكتاب


هناك تعليقان (2):

  1. يا اخي في الهند اوفي المغرب لاتسل عن عنصري عن نسبي
    انه الاسلام امي وابي

    ردحذف
  2. صح
    هو الاسلام ومالنا سواه
    :)
    شكرا للتعليق

    ردحذف

وخلي بالك من كلامك
حبيبي النبي بيقول:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله كان يظن أن تبلغ ما بلغت ؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".

إضغط على:
الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ليصلك بريد الكتروني عند قيام احد بالتعليق
وشكر

توضيح صغنووون خااالص


اقرأ و قول رأيك بحرية – عمري ما هزعل منك